"قبل نزوله إلى البر"!
24th June 2023
عند وفاة الشيخ سالم بن مبارك الصباح عام 1921، كان الشيخ أحمد الجابر في السعودية. وكان أهالي الكويت قد عزموا على تغيير أسلوب الحكم، فاتفقوا فيما بينهم على أن تكون الإمارة بين ثلاثة من ذرية مبارك الصباح وهم أحمد الجابر، حمد المبارك، عبدالله السالم، وأن يتم تشكيل مجلس شورى. ويقول المرحوم خالد العدساني في مذكراته: "... فأجمعوا أمرهم على مطالبة أحمد (أي الشيخ أحمد الجابر) بتشكيل (مجلس شورى) منهم فبعثوا إليه وفدا من كبار رجالاتهم لمقابلته في اليخت التجاري العائد من سواحل الجزيرة والراسي في الكويت، قبل نزوله إلى البر، ليعرضوا
حين التفت عبدالله السالم!
12th June 2023
بكل صراحة وبشكل مباشر أقول إنني أشعر بالقلق حين أفكر في المرحلة اللاحقة لإمارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وإمارة سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد حفظهما الله ورعاهما. حاولت تجاهل هذا القلق، وقاومت الكتابة حوله أكثر من مرة تجنبا لسوء الظن وغيره من ردود سلبية. إلا أنني في النهاية قررت التعبير عن قلقي في هذا المقال، فقد يتبين أنني قد أفرطت في التفكير، أو يتبين أنني لست وحيدا وأن هناك من يشاركني القلق، فنفكر سويا بحثا عن أفضل السبل لإزالة أسباب القلق العام، إن وجد، تحقيقا للمصلحة العليا للكويت.
"دولة مرزوق"!
07th June 2023
بالنسبة لي، قد تكون محاولة تصنيف مجلس الأمة الجديد، كمجموعة، من ناحية التوجهات السياسية للأعضاء الآن غير موضوعية أو غير واقعية. فأنا لا أعرف على وجه اليقين توجهات جميع النواب الجدد، كما لا أعرف بعد مساحة التغيير المحتمل في توجهات بعض النواب السابقين. ومع ذلك يمكن القول إن في مجلس 2023 تتوفر أغلبية لتمرير قوانين "إصلاحية" مهمة مثل القوانين المنظمة للانتخابات وقانون المحكمة الدستورية وقانون لائحة مجلس الأمة وغيرها من القوانين ذات الأهمية السياسية. في المقابل، أظن أن مجلس 2023، وإن كانت تتوفر فيه أغلبية لإسقاط الوزراء عبر الاستجوابات، لن
قلب أبو سليمان
10th December 2022
تحظى حكومة الشيخ أحمد نواف الأحمد بتعاطف شعبي ملحوظ منذ ما قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة. هذا التعاطف جاء نتيجة التوجهات الجديدة للحكم والتي تقوم الحكومة بتنفيذها. وقد تركز معظم تلك التوجهات على "تفكيك" الشبكة التي كانت تدير الدولة في عهد المرحوم الشيخ صباح الأحمد، وإبعاد عناصرها من مواقع المسؤولية العامة بالتزامن مع الإعلان عن "نيات سياسية" إيجابية من الناحية النظرية عبر عنها النطق السامي في جلسة افتتاح الفصل التشريعي الحالي، وهي نيات لم تختبر اختبارا جديا بعد. وعلى المستوى الشخصي، أشعر بوجود عائق معنوي حين أفكر بكتابة مقال يتضمن انتقادا
هوية المجتمع
27th November 2022
بمناسبة الحديث عن اقتراح تعديل نص المادة (79) من الدستور بحيث يتضمن اشتراط عدم مخالفة القوانين لأحكام الشريعة الإسلامية، أنشر هنا بعض ما أوردته في كتابي "روح الدستور"[1] الصادر في العام 2007، مع تصرف محدود في النص الأصلي لدواعي الاختصار، ومع إضافة بعض النقاط التي لم ترد في الكتاب، حول أثر العامل الديني في المجتمع الكويتي القديم من جهة نظام الحكم والنظام الاقتصادي والبناء التشريعي، ثم في العهد الدستوري. وقبل ذلك أود أن أبين أن الدستور، بنصوصه الحالية، لا يحول دون إصدار قوانين مستمدة من الشريعة
نحو إصلاح جذري
02nd October 2022
في عام 1963 تم انتخاب مجلس الأمة الأول في ظل دستور 1962، وعقد المجلس أول جلسة له بتاريخ 29/1/1963. وقد كان من الطبيعي أن يتسم أداء كل من المجلس والحكومة ببعض الاضطراب نظرا لحداثة العمل البرلماني. كما كان من الطبيعي أن يتوجس الشيوخ من مجلس الأمة عموما، ومن فكرة "المحاسبة" ولزوم "تبرير" قراراتهم "لعامة الشعب". وقد كان من المأمول، بمرور الوقت وتراكم الخبرات، أن يتطور العمل البرلماني حسبما تقضي به طبيعة الأمور، وأن يتقبل الشيوخ فكرة المشاركة الشعبية في الحكم كنتيجة حتمية للدولة الدستورية الديمقراطية. إلا أنه من
فك التشابك
24th September 2022
في قراءة أخرى لخطاب صاحب السمو أمير البلاد الذي ألقاه سمو ولي العهد بتاريخ 22/6/2022، وجدت فيه عبارات توازي في الأهمية تلك التي عبّرت عن التمسك بالدستور، لكنها ربما لم تحصل على ما تستحقه من اهتمام. فقد ورد في الخطاب انتقادات حادة جدا للحكومة، إذ جاء فيه: "... وتخلي التنفيذية عن القيام بدورها المطلوب منها بالشكل الصحيح". "... وغياب الدور الحكومي في المتابعة والمحاسبة وعدم وضوح الرؤية المستقبلية للعمل الحكومي، مما ترتب عليه عرقلة وتأخر مسيرة التنمية وعدم تحقيق تطلعات المواطنين وآمالهم المشروعة". ولعل أهمية
أدرينالين الحكومة!
27th August 2022
قلت في مقال الأمس إن "الحصول على دعم الرأي العام ثم التفاهم والإقناع هو السبيل الأفضل لتمرير مشروعات الإصلاح ..."، فما هو أساس هذا التفاؤل؟! في الحقيقة، ليس لهذا التفاؤل أي أساس تاريخي حتى الآن. وإذا فحصنا مواقف جميع الحكومات السابقة، فإن فالتجارب تؤكد أنه لا سبيل للتفاهم ولا مجال للاقتناع من جانب الحكومة في اقتراحات الإصلاح لأسباب كثيرة لا علاقة لها بمضمون الاقتراحات. كما أنها لم تكن مهيأة أبدا، بل ليست مستعدة، حتى للاشتراك في بحث ودراسة أو فهم فكرة الاقتراحات التي تأتي من قبل أعضاء مجلس الأمة. أضف
البطل والشرير!
26th August 2022
لماذا يموت "الشرير" في نهاية الفيلم؟ لأنه لو مات مبكرا لما كانت هناك قصة ولا بطل ولانتهى الفيلم! كانت تصرفات السلطة سابقا تخلق أجواء من "التحدي السياسي" على نحو يساهم في رفع نبرة الخطاب الانتخابي المعارض، ويحفز الناخب على المشاركة في حضور الندوات، ويوجهه كذلك، في قراره الانتخابي الداعم "للمعارضة". ويبدو لي أن أجواء التحدي تلك قد لا تظهر في الانتخابات القادمة. فبعد الخطاب الأخير لصاحب السمو أمير البلاد، حدث تحول "عاطفي" شديد وملحوظ في موقف الرأي العام لصالح السلطة، إثر موجة التفاؤل التي
"طماطم" عباس!
24th August 2022
في المقال السابق تحدثت عن وجود "تغيير" إيجابي في "أفكار" الأسرة الحاكمة حول إدارة الدولة. وفي ختام المقال سألت كيف يمكن استثمار هذا التغيير لتحقيق نتائج إيجابية؟ وهنا أود أن أبين أن التخلص من "حكم السماسرة" لوحده، وإن كان خطوة مهمة، إلا أنه لن يفرز حلا سحريا لمشاكل الكويت بشكل تلقائي، بل لابد من اتخاذ خطوات أخرى مهمة. بعض الخطوات مستحقة من جانب الأسرة الحاكمة، وبعضها الآخر مطلوب من الحكومة. وهناك خطوات أخرى مطلوبة من الشعب وأعضاء مجلس الأمة. أما عن المطلوب من الأسرة الحاكمة،